الأحد، 16 فبراير 2014

فيلم التجيلى الأخير لغيلان الدمشقى




مُشاهدات عاشق للسينما ( 1 ) 




فيلم التجيلى الأخير لغيلان الدمشقى

الفيلم بطولة الفنان السورى فارس الحلو والفنان باسم ياخور والفنانة روما الشيخ وأنطوانيت نجيب ومن أخراج المخرج هيثم حقى  

عندما يجد المثقف نفسه عاجزاً عن التعبير عن الهم العام والمشاكل السياسية والاقتصادية التى يعانى منها بلده ، بل والأبشع من ذلك أن يصبح هذا المثقف عاجزاً حتى عن التعبير عن همه الشخصى . لأنه أصبح عاجزاً ومنكسراً لدرجة تفوق كل الحدود . والسبب فى ذلك ما توارثه المثقف " سامى " عبر عقود طويلة من احتكار السلطة وبشاعتها واستبدادها بأعتباره مواطنا عربياً نشأ فى وطن كانت فيه السلطة 

فى التجلى الأخير لغيلان الدمشقى نجد هناك مقاربة بين زمنين وشخصيتين  أحدهما فى الماضى والآخر فى الحاضر  

أما الزمنين فهو 

زمن الشخصية التاريخية الحقيقية ( غيلان الدمشقى ) فى الماضى البعيد و هو واحد ممن يعرفون بفلاسفة المعتزلة و المعتزلة هؤلاء هم جماعة من الصحابة و التابعين اعتزلوا الخلاف ذو الطابع السياسي الذي نشب بين علي بن أبي طالب من جهة و طلحة و الزبير و عائشة أم المؤمنين من جهة أخرى كما عاودوا و اعتزلوا الخلاف ذو الطابع العلمي بين الإمام الحسن البصري و تلميذه واصل ابن عطاء , عرف عن غيلان الدمشقي رجاحة عقله وغزارة علمه و قوة حجته في المناظرات التي كان يشهدها بلاط بني أمية بينه و بين غيره من العلماء و رجال الدين , ناظر غيلان في إحدى المرات الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الذي أعجب به و بعلمه فائتمنه على بيت مال المسلمين عندما تولى الخلافة , و هنا كانت المرحلة الأكثر شهرة في حياة غيلان الذي عمل عند توليه لهذا المنصب على مصادرة أموال بني أمية ( الأسرة الحاكمة آنذاك ) تلك الأموال التي استولوا عليها بغير حق من بيت مال المسلمين , و عندما اعترض بني أمية على ذلك أجابهم غيلان بكلمته الشهيرة التي قال فيها " احتطبوا يا بني أمية لتسوسوا الناس احتطبوا ", كان غيلان مثالا عن الرجل العالم المتنور قوي الشخصية أو ما يمكننا اعتباره " الرجل المثقف الشجاع " في دمشق خلال عهد الأمويين لكنهم لن يتركوه فى حاله حيث قام بصلبه هشام بن عبد الملك

وزمن " سامى " المثقف  شاب في الثلاثينيات من العمر أنهى تحصيله الجامعي و يعد الآن لرسالة الدكتوراه في التاريخ  حيث يعمل بوظيفة بيروقراطية في احدى المصالح الحكومية هو فعليا " صفر عالشمال " لا يقدم و لا يؤخر شيئا في وظيفته , منطوي على ذاته , خجول إلى أقصى الحدود , لديه هواية غريبة في تجميع صور الحشرات والتلصص على بنات الجيران وتخيلهن فى أوضاع حميمية معه . 


أما الشخصية الأولى " شخصية غيلان الدمشقى التاريخية " فهو شخصية شجاعة ومثقفة وعارف ببواطن الأمور ولا يخشى السلطة ويواجهها بكل قوة حتى لو دقع ثمن ذلك حياته . 

اما الشخصية الثانية فهى شخصية سامى فالعجز الكامل الذي يعاني منه سامي و ضعف شخصيته الذي يصل لحد الانفصام بالاضافة الى موضوع رسالة الدكتوراه التي يعد لها و التي تتناول غيلان الدمشقي كمادة لها ,, كل هذه العوامل دفعته الى أن يبتعد عن واقعه و يسرح بخياله لكي يتلبس شخصية غيلان الدمشقي 

فيلم ملئ بالدراما والمأساة خاصة فى خاتمة الفيلم المفزعة 

خاتمة نشهد فيها موت غيلان و موت سامي لكن الفرق كبير بين الميتتين فالأول يموت عزيزا رافعا صوته بكلمة الحق متمسكا بمبادئه حتى النهاية أما الثاني فيموت منكسرا ذليلا و قد فقد تماما القدرة على النطق 0  

أتمنى لكم مشاهدة ممتعة :)

www.youtube.com/watch?v=S_4JGmEibEc‏


تحياتى أحمد رحال 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق